6th of April 1985 in Sudan

6th of April 1985 in Sudan

سودانيات

سودانيات هو منبري لمناقشة ومعالجة قضايا السودان مع السودانيين ومن هو قادر على فهم اللغة العربية. وما أطرحه من رأى على هذا المنبر هو رأى أنا شخصيا لايمكن أن يحاسب عليه أحد آخر. أما مبادئ المنبر فإنها تقوم على حرية الرأى،إحترام الرأى الآخر، الموضوعية، تحرى الدقة وتقصى الحقائق.

الأحد، 22 أبريل 2018

الحلم المخملى الإنتخابي ٢٠٢٠

تتواصل محاولات إستثمار مواقع الحزب الاعلامية للترويج لإنتخابات ٢٠٢٠ وكأنها المخرج الذكى المبدع الصحيح.

مقال الأمين الاعلامى للمؤتمر السودانى يمثل حاليا خطاب المؤتمر السودانى وحالة الإستسلام و *التغابي الغير مُبدع* الذي يسير بالحزب فى طريق *الأحلام المخملية الإنتخابية*..الحزب الذي يقيس حالة الحوار الداخلى الداعى لمشاركة الإنقاذ إنتخاباتها (بالحضور الغندوري) بعد فرغت جُعبته من قاموس النضال وصار يبحث فى قاموس الانقاذ بحثا عن كلمات التخذيل والإستسلام..
هذا هو أبهى صور لخطاب لحزب المؤتمر السودانى أن تقول ليس فى جُعبة النظام الكثير وفى ذات الوقت تقول حسنا فعل الرئيس بالتاكيد على ان الحزب ياناقش بجدية الموقف من الإنتخابات وأنه الطريق الصحيح..

الخطاب الذي يتواضع فى (النضال والواقعية) بحيث لايري سوى مشاركات الانقاذ إنتخاباتها سوي الطريق الصحيح معتقدا وواهما نفسه أن ذلك هو همّ الجمهور متغابيا عن همه النخبوي وطوحاته الشخصية..المسؤول الاعلامى للمؤتمر السودانى يحلم بالثورة المخملية بما سماه الاستحقاق الانتخابي القادم آملا الا ياتى التغيير رغما عن ذلك حتى لايطيل إنتظاره لصناديق إقتراع الإنقاذ..
لقد افلحت العصي الأمنية للبشير ان تهُش على الحزب تجاه صناديق الإنقاذ ولم يعد للحزب عصاة تقوده فى خارطة الطريق أو عدم العودة من منتصف الطريق..

دعوة الناس للشارع كان أولي بها الحزب بدل الركون لتحرش الإنقاذ بالشعب.هذا الشعب الصابر الذي يبحث عمن يثق به للخلاص من هذا النظام الفاسد المجرم بدلا من إطالة عمره بإعطائه شرعية لا يستحقها. وهّم الاستقرار يجب ان يكون هّم إستقرار السودان وليس هّم إستقرار النظام. دعوة الناس للشارع كانت أجدر أن نستثمر فيها وقتنا ومجهوداتنا بدلا عن إهدارها فى دفع الناس لمشاركة الإنقاذ إنتخاباتها.

سيف اليزل سعد
٢٢ إبريل ٢٠١٨

الاثنين، 16 أبريل 2018

فتحى الضو مطلوباً حياً أو ميتاً بسببِ نشر الطاعُون


أقترح على الكاتب فتحى الضو أن يختار (السرطان) عنواناً لكتابه الجديد وهو يكشفُ بإقتدار كبير خَبَايا جهاز أمن الإنقاذ. يعتبر السرطان أخطر أنواع الأمراض المستعصية والتى أودت بحياة الكثيرين. فكلما طالت سنوات حكم الإنقاذ كلما زاد سرطان جهاز أمنِه تغلغلاً فى جسد الوطن وأهله مع كل هذا الإجرام والفساد والقتل ليصل الحال بالسودان إلى ماوصل إليه من دمار وخَرابْ نعيشه الآن. عند صدور كتاب  (العنكبوت) أرسل لى الاخ أحمد الياس نسخة بالبريد من شيكاغو.. إهتمامى والاخ أحمد الياس بالمعلومات التى وردت فى ذلك الكتاب هو الإطلاع على حجم الإخترقات داخل قوى المعارضة ونوعية المعلومات التى تحصل عليها الجهاز من خلال عُمِلائهم المنتشرين فى بقاع العالم خاصة داخل السودان.

فى ١٠ مارس ٢٠١٨ وصل الأستاذ فتحى الضو إلى مدينة إستكهولم بدعوة من الأخ سعد الدين إبراهيم فى إطار جولة أوروبية شملت العديد من المدن. لسبب ما تأخَرتْ الندوة لساعتين عن مواعيدها المعلنة ولذلك لم أتمكن من مقابلة فتحى الضو  والحُصولِ على نسخةٍ ورقيةٍ موقعة بإسم الكاتب لمغادرتى الندوة لإرتباط مسبق.

فأجانى الاخ الطيب بشير من إحدى الدول الاروبية برسالة فى المسنجر وسؤال إن كانت لدى نسخة من كتاب الطاعون فأجبته بالنفى. قال لى أنه إشتري خمسة نُسخ لأهمية الكتاب ويريد أن يهديهم لأصدقائه من المهتمين بالشأن السودانى. وكنت من ضمن الخمسة الذين أختارهم. وصلنى الكتاب قبل أربعة أيام تقريبا. وأشكُره على ذلك.

كتاب الطاعون هو الكتاب المصدق لكل ماذكره فتحى الضو سابقا فى كتابيه السابقين (الخندق) و (العنكبُوت). فالمُذهل والمُدهش فى الكتاب هو مصداقية ومنهجية الكتاب فى العرض والتوثيق وإرتباطها مع أحداث وشخوص عايشناها جميعاً. فالوثائق والأسماء المعروضة هى وثائق حقيقية تكشف بوضوح الطريقة التى يُدار بها جهاز أمن الإنقاذ وليس أمن السودان. فالآلاف من الأسماء التى ذُكرت فى الكتاب وأحيانا بأرقام هواتفها الشخصية لايمكن تطابقها بهذه الطريقة إن لم تكن حقيقية، التواريخ، الأمكنة والأحداث، لا جِدال فى ذلك.

فمن خلال (طاعون سيرة) العميل المزدوج (السعودى-السودانى) المدعو طه عثمان الحسين، نتعرف على كيف تغلغل هذا العميل فى مفاصل السودان وكيف باع أسراره بملايين الدولارات من خلال الشعوذة والدجل. نعم يا سادة وسيدات، الشعوذة والدجل.

وكيف لمجرم همباتى من قُطّاع الطُرق مثل دُقلو (حِميدتى) أن يصبح عميد فى جهاز طاعون أمن الإنقاذ.

وكيف أن الكتاب وضّح وأشار لوجود المُخابرات الامريكية والإسرائيلية والفرنسية وغيرها فى غرف نوم مُجرمى الأنقاذ ترصد حركاتهم وسكناتهم وتأوهاتهم، هذا رغم أن لجهاز أمن الإنقاذ وحدة كاملة لحماية كافوري حيث غرف نوم مجرمى الإنقاذ. لقد كشف كتاب الطاعون أسماء المئات من عُملاء الجهاز وحتى إسم وصور الداتابيز الذي يستخدمه وبذلك يعتبر الكتاب أقوى وأكبر ضربة وإختراق للجهاز بالنظر لحجم المعلومات التى يحويها بين دفتيه.

أنتهز هذه الفرصة وأقول من واقع الترحال بين دول العالم أن هناك الكثيرون من العملاء الذين أرسلهم جهاز الأمن للعمل فى الدول الأوروبية وهناك أيضا الهاربون منه أو الذين تم التخلي عن خدماتِهم. ووجود جهاز الأمن فى أوروبا يختلف كثيراً عن وجوده فى دول الخليج والدول الإفريقية. ففى أوروبا، بجانب العملاء الذين يعملون فى سفارات النظام، هناك من تم تجنيدهم فى المدن الكُبري مثل لندن وباريس وبرلين وأمستردام وجنيف واستكهولم. هناك ايضا مجموعة تم إرسالها لأوروبا من خلال تقديم اللجوء بغرض توسيع الشبكة التجسُسِية مستقبلياً. وهناك من قيادات الجهاز من أرسل أسرته لأوروبا لطلب اللجوء لحمياتهم من غضبٍ آتٍ وتقديم خدمات تجسسية للجهاز. أما فى الخليج فخلافا للتوظيف فى السفارة هناك شركات وهمية يعمل فيها عملاء جهاز الأمن وفى قطاعات مهنية مختلفة. هناك تسهيلات أمنية وتعاون كبير بين جهاز الأمن وبعض الأجهزة الأمنية الخليجية. فى الدول الإفريقية تتكون شباكات جهاز الأمن من المنظمات مثل منظمة الدعوة الإسلامية والشركات الوهمية  والجامعات والمدارس. أحد الأسماء التى ذكرها الكتاب فى صفحة ١٦٠ أعرفها جيداً وأعرف نشاطه فى شرق إفريقيا إنطلاقا من نقطة إرتكازها فى دارالسلام إلى مقديشو وحتى مكتبها الصغير فى صوماليلاند.

كل أؤلئك العملاء عادة يتم تدريبهم ورفع قدراتهم من خلال دورات تدريبة تتم فى الخرطوم. أحد المناؤين للنظام الإريتري، زاملنى العمل، كشف لى عن إسم إحدى الشركات الوهمية التى يستخدمها جهاز الأمن فى التغطية على نشاطه للتعامل مع إريتريا (مقال منشور فى سودانيزاونلاين) وذلك من خلال دعوة قدمها له جهاز الامن للتنسيق لعمل معارض ضد إسياس إفورقي ..أما فى إثيوبيا فعملاء الجهاز وشركاتهم وأماكن توجدهم معروفة للذين يعرفون أزقة أديس أبابا ومطاعمها وفنادقها وبيوتاتها..

أما بخصوص الإختراقات الحزبية والتى تهمنى كثيراً، فاقتبس من كتاب فتحي الضو وبعد إذنه الفقرة التالية من صفحة ١٣٢ عن عمليات اختراق الاحزاب:
"أشكال الإختراق، تشمل قيادات الحزب عبر أعضاء نافذين داخل الحزب بغرض معرفة كافة التفاصيل عن الحزب من عضوية وإجتماعات ووثائق مالية وكل نشاطات الحزب، رصداً دقيقاً. وكذلك عمليات أمنية تشمل التفتيش السري والتصوير بغرض التشهير والفضح"

يقول فتحى الضو إن تلك الإختراقات أضعفت الاداء الحزبي المُعارض وما كان لها أن تنجح لولا أنها وجدت تربة خِصبة لنموها، وذلك يتمثل فى ضُعف كوادر هذه القوي جميعها بلا إستثناء، بما فى ذلك القوى التى عُرفت بإنضباطِها وتعذر إختراقِها (ص ٣٠٣).

ماكتبه ووثق له فتحى الضو فى الطاعون يجب أن يناقش داخل كل حزب وحركة عسكرية. فكما ساهم الكتاب فى تفكيك إمبراطورية الأمن الشعبي فقد يُساعد القوى السياسية الإخري فى إعادة طريقة تنظيمها الداخلى للحماية من الإختراقات. ما جمعه فتحى الضو فى كتاب الطاعون والعنكبوت والخندق يجعله مطلوبا حياً أو ميتاً من جهاز أمن الأنقاذ المجرم. ومن الواضح أن ما أحدثه الكتاب من هزة داخل الجهاز نفسه اكبر من تصورها من طبيعة الإجهزة الإستخباراتية مثلما فعلته روسيا فى العميل البريطانى قبل اسابيع وما ترتب على ذلك من توتر فى العلاقات الروسية الغربية التى نشاهدها حتى اليوم.

سيف اليزل سعد عمر
١٤ إبريل ٢٠١٨
إستكهولم - السويد