6th of April 1985 in Sudan

6th of April 1985 in Sudan

سودانيات

سودانيات هو منبري لمناقشة ومعالجة قضايا السودان مع السودانيين ومن هو قادر على فهم اللغة العربية. وما أطرحه من رأى على هذا المنبر هو رأى أنا شخصيا لايمكن أن يحاسب عليه أحد آخر. أما مبادئ المنبر فإنها تقوم على حرية الرأى،إحترام الرأى الآخر، الموضوعية، تحرى الدقة وتقصى الحقائق.

الاثنين، 22 مارس 2010

الرئيس الرقاص

شاهدنا جميعا عمر البشير وهو يرقص على انغام الأغانى السودانية خلال السنوات الأخيرة. وهو تحول ملحوظ من الكيفية التى كان البشير يخاطب بها الجمهور حين استولى على السلطة فى يونيو من عام 1989 تحت مسمى ثورة الإنقاذ مطلقا لحيته ومستهلا لقاءاته بالتكبير والتهليل. شاهدته اليوم فى لقاء له فى بورتسودان وهو يكاد يرقص مثلما رقص الراقصون على أنغام الأستاذة حنان بولوبولو " يا بهيه آييا، الشحم ده آييا واللحم ده آييا". عمر البشير برقصه هذا يوضح بانه شخص بدون مبادئ وأنه يسعى الى السلطة بأى شكل كان و بأى طريقة مستخدما فى ذلك كل ماهو مسموح به وغير مسموح به. وهاهو البشير يعزف على الوتر الحساس الذى ينتشى له المواطن السودانى طربا، وتر الهوية السودانية وعشقها لثقافتها ولتراثها، عشقها للدوبيت وللعرضة وللربابة وللغناء وللمديح وللذكر. منع البشير الشعب السودانى من الفرحة ومن التعبير عن مشاعره من غناء وشعر ورياضة ومسرح وكتاب. فقد سلط مايسمى باللجان الشعبية وجهاز أمن الدولة على الفن والفنانين وشردوهم من بلدهم السودان تحت ستار الدين والنفاق وما يسمى بمشروع السودان الحضارى وإدعاءات الشريعة الإسلامية التى سلطها البشير على خصومه وما أن أستولى على مقاعد السلطة بإسم الدين إلا وصار يرقص طربا بعد أن حرم على غيره الرقص والغناء. أذكر أن مطربا كبيرا تغنى لثورة الإنقاذ بعد يوم واحد من إنقلاب عمر البشير على ديقراطية 86. فقد بث التلفزيون السودانى وعلى الهواء مباشرة أغنية " هبت ثورة الإنقاذ مادام الجيش للشعب إنحاز". وبعد شهور قليلة منع ذلك المطرب وزملائه المطربين من الغناء. وتم إرهاب الملحينين والمطربين بشتى الوسائل. وكانت قمة الإرهاب هذه إغتيال المطرب الكبير خوجلى عثمان ـ عليه رحمة الله ـ بعد ثلاث سنوات من عمر الإنقاذ. عندها وصف أستاذنا الكبير محمد وردى، نقيب الفنانين "ان الهجوم من نتائج الثقافة السائدة في الخرطوم الان، والتي تعتبر ان الفن والرياضة امور لا قيمة لها، و ان الفنانين والمثقفين مهددون في السودان بسبب هذه الثقافة". . فهل ياعمر أصبحت الموسيقى والرقص والعرضة حلالا بعد أن كانت محرمة؟ سيف اليزل سعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق