6th of April 1985 in Sudan

6th of April 1985 in Sudan

سودانيات

سودانيات هو منبري لمناقشة ومعالجة قضايا السودان مع السودانيين ومن هو قادر على فهم اللغة العربية. وما أطرحه من رأى على هذا المنبر هو رأى أنا شخصيا لايمكن أن يحاسب عليه أحد آخر. أما مبادئ المنبر فإنها تقوم على حرية الرأى،إحترام الرأى الآخر، الموضوعية، تحرى الدقة وتقصى الحقائق.

الخميس، 10 يونيو 2010

السودان: وُحدة أم إنفصال؟

السودان: وُحدة أم إنفصال؟
كان إجتماع نفرٌ ليس بالقليل من سودانى المهجر بالسويد الأسبوع الماضى لمناقشة موضوع الوحدة والإنفصال دليلٌ كبير على رغبة السودانيين فى التفاهم للوصول إلى قرار حاسم: إما وحدة أو إنفصال. ليس من منطلق العواطف والشعور، بل بعد دراسة عميقة وشاملة لموضوع الوحدة و الأنفصال. بالأمس قابلت ضيفاً من أبناء جنوب السودان، الأب رمضان خلال زيارته القصيرة للسويد وكان يتحدث بمرارة شديدة عن خراب عقول الساسة فى السودان وتفتيتهم لوحدة السودان. كان دعوته واضحة وصريحة للنخبة من سودانى المهجر للمشاركة فى توعية المواطن الجنوبى والشمالى لمبداء المصالحة والإعتراف بالجرائم التى أُرتكبت ضد الأبرياء بدلاَ من الدعوة للإنفصال والعودة للحرب والإقتتال. وقبل إسبوعين إلتقيت بأحد الدبلوماسين وسألته عن موضوع الأنفصال فأجاب مازحاَ " الجنوبين فرحانين بالإنفصال زى الزول الفرحان بموضوع العٍرس، الزول مايعرف الحقيقة إلا بعد العرس". الواقع أن هناك الكثيرون من المؤيدين للإنفصال من الجنوبيين والشماليين لكن ليس لديهم القدرة على إقناعك بضرورة الإنفصال ناهيك عن تقديم رؤية للعلاقة بين الجنوب والشمال. أما دعاة الوحدة فهم أيضاَ لايملكون الحُجّة بجدوى الوحدة وماهى شروط هذه الوحدة قبل الذهاب لصناديق الإستفتاء. وماهى الضمانات لعدم الرجوع للأسباب التى أدت لرفع السلاح.

كان الملتقى الحواري الأول فرصة طيبة للجنوبيين والشماليين للجلوس مع بعضهم البعض بعيدا عن الجو الملغم والمشحون فى السودان. كان اللقاء مؤتمراً مصغراً يحكى واقع السودان. كانت أقاليم السودان جميعها ممثلة فى ذلك اللقاء، من شمال وجنوب كردفان، النيل الأزرق، غرب وشرق الأستوائية، الشمالية، الجزيرة، كسلا، البحر الأحمر، دارفور. شارك فى اللقاء أيضاً إخوة من الدول المجاورة قلوبهم مع السودان ويعلمون جيداً تأثير مايحدث فى السودان على الأوضاع فى بلدانهم. فقد حضر اللقاء إخوة من جبوتى، إريتريا وأثيوبيا . لم يكِلوا أو يسأموا من متابعة الحوار والنقاش الذى إنتهى عند منتصف الليل بعد أن كان من المفترض أن ينتهى عند الثامنة مساء. كان الرغبة واضحة لمواصلة الحوار وللتعرف على مايدور فى الأزهان حول الماضى بمراراته والحاضر بإخفاقاته والمستقبل بأسراره. هل سوف ينفصل السودان إلى جنوب وشمال؟ ماهو مصير جنوبي الشمال وشماليي الجنوب بعد الإنفصال؟ هل يتغلب خيار الوحدة على خيار الإنفصال؟ وماهى مقومات وأساس هذه الوحدة؟ هل إتفاقية السلام الشامل كافية لحل الخلافات بين الجنوب والشمال؟ أسئلة كثيرة وصعبة تظل بلا إجابة ونحن على بعد أسابيع قليلة من أهم حدث فى تأريخ السودان القديم والحديث.

الشكر موصول لكل من شارك فى هذا اللقاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق