6th of April 1985 in Sudan

6th of April 1985 in Sudan

سودانيات

سودانيات هو منبري لمناقشة ومعالجة قضايا السودان مع السودانيين ومن هو قادر على فهم اللغة العربية. وما أطرحه من رأى على هذا المنبر هو رأى أنا شخصيا لايمكن أن يحاسب عليه أحد آخر. أما مبادئ المنبر فإنها تقوم على حرية الرأى،إحترام الرأى الآخر، الموضوعية، تحرى الدقة وتقصى الحقائق.

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010

من ينقذ السودان من شفا الهاوية؟

من ينقذ السودان من شفا الهاوية؟

على الرغم من عدم وجود احصائيات لاستقراء رأي الجنوبين حول الوحدة والإنفصال الإ أن الدلائل تشير لإنفصال الجنوب عن الشمال. هذا ماهو واضح من خلال الرأى العام السائد فى أوساط النخبة السودانية الجنوبية التى تحوار فى المنديات والأجتماعات داخل وخارج السودان. أما وزر الإنفصال الأكبر فنحمله النخبة السودانية الشمالية والتى أدمنت الفشل على حد تعبير كتاب الدكتور منصور خالد والذى فصل فى جزئين أسباب ذلك الفشل. كان ضيفنا فى منتدى الحوار الثانى حول قضايا الوحدة والإنفصال، الدكتور فرانسس دينق مستشار الأمين العام للتصفية العرقية والذى شرفنا بتقدم كتابه الذى صدر حديثا وبعنوان السودان على شفا الهاوية: الحكم الذاتى والوحدة. فى هذا الكتاب، والذى سوف أعود له فى تقديم أوفى، يحمل فرانسس دينق الشمالين مسؤلية فشل والوحدة. فلكم أضاع الشمال فرصا للحفاظ على تماسك ووحدة السودان عندما رفض مشروع الكونفدرالية بين الجنوب والشمال بحجة أنه يقود للإنفصال ليعود عام 2011 ليقبل بلإنفصال حتى ولو كان كارها له.

أما موضوع جعل الوحدة خيارا جاذبا ماهو إلا لعبا فى الزمن الضائع بلغة كرة القدم. ونعنى فعلا الزمن الضائع وليس بدل الضائع. فما تقوم به الحكومة من مشاريع فى البنى التحتية ماهو إلا مضيعة للموارد المالية والتى كان من المفترض البدء فى تنفيذها مباشرة عقب إمضاء اتفاقية السلام الشامل. ما نحتاجه للحفاظ على وحدة السودان هو التزام جديد وإتفاقية جديدة تضمن للجنوب ولأقاليم السودان الأخرى مبدأ العدالة ومقومات التعايش وحرية الأديان واحترم حقوق البشر. لكن للأسف لايوجد فى السودان قيادة واعية، فى شماله أو جنوبه، تسطيع أن تخرج السودان من هذا المأزق فيما تبقى من زمن قبل تحلل دولة كان اسمها السودان وكان جنوبيا هواها. كما قال فرانسس دينق يفتقد السودن إلى قادة مثل قادة جنوب أفريقيا والذين إستطاعوا أن ينهوا عهودا من العنصرية لتكون جنوب أفريقيا من الدول الرائدة فى العالم. قادتنا يلتزمون الصمت ويقبعون فى جحورهم واهمين أنفسهم بأن الزمن كفيل بحل المشكلة.

كلنا يعلم مرارات حرب الجنوب والتى نكررها اليوم فى دارفور دون أخذ العبرة مما تترتب عليه هذه المرارات بالتفرقة بين أبناء السودان. فإنفصال الجنوب القادم لايقوم إلا على عدم معلاجة تلك المرارت . لذلك لايرى السودانى الجنوبى غير الإنفصال بديلا. وبالتالى لايفكر فى الأضرار التى يترتب عليها الإنفصال بالنسبة للجنوب. ولعل أسوأ سيناريوهات الوضع فى الجنوب بعد الإنفصال هى الصراع المسلح بين القبائل الجنوبية من جهة وبين الجيش الشعبى والمليشيات المسلحة من الدول المجاورة فى يوغندا، الكونغو، إفريقيا والوسطى وتشاد. أما عودة الحرب بين الشمال والجنوب فليست بالمستبعدة. فهناك من القنابل الموقوتة مايكفى لبدء صراع مسلح عند كل صباح جديد. الكل يعرف أن جنوب السودان لايملك مقومات قيام الدولة فى أكثر مناطق القارة الإفريقية هشاشة وعدم استقرار وقد تكون نتيجة الإستفتاء فى حد ذاتها، إن كانت فى صالح الوحدة والإنفصال، شرارة للعودة للحرب و إراقة الدماء. فالبشير وكير كل يدعو لقيام إستفتاء نزيه عله يقود للوحدة فى نظر الأول أو إلى إنفصال فى نظر الثانى. فقد حذر مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لشؤن التصفية العرقية الدكتور فرانسس دينق خلال لقائه بالسودانيين باستوكهولم يوم السبت الماضى من حصول مجاذر للجنويين بالشمال وللشمالين بالجنوب مباشرة عقب نتيجة الإستفتاء. ماهو مصير الجنوبيين الذين يرغبون فى الأستقرار فى الشمال؟ للأسف ليس هناك أجوبة وحلول للعديد من علامات الأستفهام والتى قد تعصف بالشمال والجنوب إن لم تناقش الآن وقبل أن يقع الفاس فى الراس. ماذا بعد الإنفصال؟ ما هو مصير الشراكة والشركة؟ لماذا تترك القضايا العالقة فى أبيى وقضايا الحدود والتداخل القبلى دون حلول؟ كيف يشارك الجنوب فى دفع ديون السودان؟ ماهى رغبة الجنوب فى فتح قنوات الإتصال والتعاون مع الشمال؟ فلتملك حكومة الجنوب والشمال الحقائق والأجوبة لمواطنيها قبل وقت كافى من توجه المواطنين الجنوبيين لصناديق الإستفتاء.

سيف اليزل سعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق