كتب الاخ الدكتور أحمد القرشى ، ذلك الرجل المشبع بثقافات السودان وتراثه مقالا فى الصميم يستنكر فيه تزوير حسين خوجلى لقصيدة الشاعر حسين عثمان منصور. كتب القرشى فقال
أذكر أنه في بداية التسعينات أجبر الأستاذ حسين خوجلي في برنامجه أيام لها إيقاع الفنان سيد خليفة على تغيير بعض كلمات أغنية ليل وخمر وشفاه للشاعر حسين عثمان منصور لتتماشى مع التوجه الحضاري في تلك الفترة ، ولم يجد بعض المهتمين والمتابعين لهذا التراث في ذلك الوقت مساحة من الحرية أو منبرا متاحا ليتصدوا لهذا العبث ويقولوا لحسين خوجلي كفى تلاعبا وتزييفا لتراثنا الغنائي السوداني نسبة للقبضة الحديدية للنظام في ذلك الوقت وتضييقه للمعارضين لمشروعه الحضاري المزعوم ، فعبث هؤلاء القوم كثيرا بتراثنا السوداني وحاولوا أن يشكلوا وجدان الشعب حسب هواءهم وفكرهم ولكنهم لم يستطيعوا أن يغيروه أو يبدلوه لأنه تكون بثقافة راسخة ومتسامحة وبفن صادق وأدب شفيف ، ففشل مسعاهم وخاب ظنهم بعد أن اصطدموا بجدار ثقافي راسخ وحضارة سودانية أصيلة ومتراكمة لا تتغير بقرارات سياسية فوقية ولا تتبدل بشعارات زائفة ، والجميع يذكر كيف منع الطيب مصطفي إذاعة كل الأغاني التي من بين مفرداتها كلمة خمر أو وصف لجسم إمرأة فحرمنا لفترة طويلة من الإستماع لهذه الأغاني إلا أن عادت أخيرا بعد أن عاد لدعاة المشروع الحضاري بعض رشدهم . وما زال المستمع السوداني يستمتع بهذه الأغاني ولا ندري أين هو الطيب مصطفى الآن وأغلب الظن انه يعمل على تدمير جدار وحدة السودان .
اليوم تمتد هذه المخالب بذات الفكر المنكفئ لتنهش من جديد قصيدة الشاعر حسين عثمان منصور المسماة ( ليل وخمر وشفاه ) والتي تغنى بها الفنان سيد خليفة وتعمل على العبث بكلماتها ومفرداتها وأبياتها التي كانت تعبر عن دواخل الشاعر وأحاسيسه ليبدلها الأستاذ حسين خوجلي بكلمات تعبر عن ذاته وفكره الذي يعتنقه فشوه الأغنية وكلماتها ومعانيها فأصبحت لا تطرب ولا تهز مشاعر أو أحاسيس بل صارت غريبة علي الوجدان ومنفرة ومؤلمة وكأننا لم نستمع لها من قبل .
اجبر حسين خوجلي أيضا احد الفنانين الشباب في برنامجه تواشيح النهر والذي بث اليوم 2/9/2010 في قناة الشروق (وكان موضوع الحلقة عن الموسيقار برعي محمد دفع الله) أن يغني هذه الأغنية مشوهة ومبتورة بعد أن أبدل اسمها من ( ليل وخمر وشفاه ) إلى (ليل وفجر وضياء )وعمل على تغيير معظم مفردات وكلمات وأبيات الأغنية ليشوهها بالكامل وليغير معناها ومضمونها فغير الشطرة التي تقول ( يا سقاة الكأس من عهد الرشيد ) إلى (يا رواة الشعر من عهد الرشيد )، وكلمات أخرى كثيرة في داخل الأغنية ، وكأن الشعب السوداني بدون ذاكرة أو وجدان ،وبذلك تعدى حسين خوجلي على حق الشاعر الراحل حسين عثمان منصور وشوه كلمات قصيدته وتلاعب بها حسب هواه وفكره ولم يراع مشاعر الملايين التي استمعت إلى هذه الأغنية وأحبتها بكلماتها الأصلية والصادقة .
يا أستاذ حسين خوجلي إذا لم تتماشى كلمات هذه الأغنية مع فكركم ومشروعكم الحضاري دعوها ولا تبثوها في أجهزتكم الإعلامية بصورتها المشوهة والمزيفة ، إذا لم تعجبكم كلماتها ومعانيها فقولوا لشعرائكم أن يؤلفوا قصائد حسب فكركم وهواكم ، وها نحن استمعنا إليك تقرض الشعر في هذا البرنامج فعبر عن نفسك ووجدانك ومشاعرك ولكن لا تتعدي على الآخرين وتتعدي على حقوقهم وأشعارهم وتسمح لنفسك وتعطيها الحق في تغيير كلمات شعراء آخرين وسلبهم حقوقهم وهم موتى .
كنا قد احتفينا ببرنامجك في قناة الشروق وأحسنا الظن بك وقلنا أنك تحتفي بهذا التراث الغنائي ،وابتدرت الأخت ممكونة بوستا لهذا البرنامج وتحدثنا عنه كثيرا ولكن حماسنا للبرنامج بدأ يتضاءل بعد استضافتك لشخصيات نسائية ليس لها علاقة بالفن من قريب أو بعيد عدا استوزارهم من قبل الحكومة ، وها هو البرنامج يعمل على خداع المشاهدين وتشويه أغاني المبدعين وتزييف مشاعر الآخرين.
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1283382740&rn=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق