ربما يعلن معهد الحوار الانسانى قريبا وبصورة رسمية عن انتهاء البرنامج لبناء السلام فى السودان قريبا والذي دعمه طيلة الثلاث عشرة عاما الماضية..
بالنسبة لينا كعاملين فى مجال دعم منظمات المجتمع المدنى والتعامل مع المانحين الدوليين فلكل برنامج أو مشروع عنده رقم وميزانيته واهدافه وفترة زمنية لتطبيقه كما ايضا له ممول او ممولين وله نهاية.
المانحين الداعمين لبرنامج السودان عن طريق منظمة الحوار الإنسانى هم المكتب البريطانى للتنمية العالمية (ديفيد)، المعهد الأمريكى للسلام، ومنظمة امريكية تدعى وحدة الإنسانية، وبرنامج الإعانة الأمريكى (يوس إيد) .
نداء السودان فى إجتماعه هذا العام ما كان عنده أي خيار سوى قبول الدعوة حتى وهى فى شهر رمضان..لانهم لا يملكوا قواعد اللعبة..هم عبد المأمور حسب برنامج المانحين والداعمين والذين فرضوا ارادتهم على اللقاء ان يكون فى هذا التاريخ فى رمضان..
يعنى مسألة تحالف نداء السودان دى ما كان لها ان تتطور بهذه الطريقة لولا تأثير الدعم الخارجى من مركز الحوار الانسانى..
من الواضح ان شكل الدعم عبارة عن برنامج هدفه بناء السلام فى السودان.ويظهر انه ايضا يحتوى على انشطة تدريبية عقدت فى بعض دول شرق افريقيا منها كينيا ويوغندا...كذلك تمويل زيارات لدول اروبية اخري كألمانيا وبريطانيا والنرويج والسويد..
تقيمى للبرنامج، من ناحية تكنيكل، انه حقيقة نجح فى تحقيق السلام فى السودان بنزع سلاح الحركات المسلحة وترويضها وتخديرها من خلال وجودها فى باريس ولندن..واستطاع البرنامج ان يفكك الحركات المسلحة من خلال حوارات نداء السودان طيلة الثلاث سنوات الماضية..كذلك نجح البرنامج فى إقناع الحركات العسكرية فى التوقيع على معاهدة فى جنيف فى نوفمبر 2016 تمنع تجنيد الإطفال وإستخدامهم كجنود فى النزاع السودانى. اما وجهة نظري الشخصية فلا يوجد سلام فى السودان ولن يكون هناك سلام بدون التخلص من هذا النظام البغيض.
البرنامج يديره شاب سودانى يعمل فى صمت إلتقيته فى إجتماعات نداء السودان فى ٢٠١٤ على ما اذكر فى باريس - فرساي..كذلك تعمل روزاليند ماسدن مستشارة للبرنامج بخدمتها الطويلة فى السودان كسفيرة لبريطانيا فى جنوب وشمال السودان.
*هل هناك حوجة للمواصلة فى دعم اجتماعات نداء السودان فى باريس مستقبلا؟*
اعتقد لا توجد بإعتبار انه البرنامج حقق اهدافه، إختلفنا او إتفقنا فى ذلك، وأن المواصلة فى دعم نداء السودان فى الحقيقة سيؤدى لفقدان المكتسبات السابقة..حاليا هدف الاتحاد الاروبي هو تقوية جانب نظام الانقاذ بتقليل الدعم للقوى المعارضة وتجفيف مصادرها..وبالتالى ضاعت العديد من الفرص لدى العمل المعارض لتحقيق التغيير المنشود..
منظمة الحوار الإنسانى كانت واحدة من الداعمين لمفاوضات السلام الشامل وكذلك مولت نشاطات المشورة الشعبية فى جبال النوبة والنيل الأزرق..
لقد حاولت الحركة الشعبيةدوما الطرق على موضوع الأغاثة الإنسانية دون ان تحقق اي تقدم فى الملف لكنها هدفها كان واضح وهو بناء علاقة شراكة مع منظمة الحوار الانسانى لتمويل تحركات الحركة فى اطار لقاءاتها مع نظام الانقاذ فيما يخص مسارات الاغاثة واطلاق سراح سجناء الحرب لدى الحركة الشعبية..
هل سيلتقى عضوية نداء السودان العام القادم فى باريس؟ لا اعتقد ذلك
سيف اليزل سعد
٢ يونيو ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق