كافتريا اليوناميس والإحتلال الأجنبي للســودان
فى اللقاء الأخير للبشير والذى بثته أجهزة الحكومة الإعلامية من تلفاز وراديو وصحف أصرّ البشير على التعامل مع المجتمع الدولى ومنظماته من منطلق حليفة السماسرة فى زريبة البهائم. فعلى حسب رواية الريس أنه تناهى إلى سمعه أن بعض المنظمات الدولية قد صرحت بأنها ليست فى حوجة لتصريح من الجهات الرسمية لممارسة نشاطها فى السودان. ده الكلام أو الشمار الذى وصل السيد الرئيس. فما كان من الرجل إلا أن يقابل الشمار بالشمار. لكن هذه المرة بدون طلاق. كمكم الرجل كم جلابيته ونقر على المنصة بمقدم سبابته وصرح: أنا قلت ليهم أية منظمة ماتلتزم بالقرار يرجوعهم لبلدهم خلال أربعة وعشرين ساعة. جاء هذا الكلام فى سياق حديث الرئيس عن التآمر الدولى على السودان وضرورة الحفاظ على كرامة البلد. طبعا ده مبدأ مهم و أساسى و لا خلاف عليه. لكن منو الجاب البلاوى والمحن للســودان وللســودانيين؟ منو الحلف بالطلاق بمنع دخول القوات الدولية للسودان؟ ومنو الخرب البيوت فى دارفور وكان وراء الأسباب التى أدت لدخول هذة المنظمات لتقديم جرعة الموية والدواء للنازحين الذين شردتهم الحرب؟
حقيقة ما كنت عارف حجم القوات الدولية و المنظمات الأجنبية فى السودان إلا بعد زيارتى لمكتب وكافتريا اليوناميس فى الخرطوم ومناطق أخرى فى السودان. والحقيقة التى توصلت لها بعد عدة أسابيع من البحث هى أن إنتشار القوات الدولية فى مناطق النزاع فى السودان أكبر بكتثير من إنتشار الجيش السودانى ذات نفسه. وأن ماتقدمه المنظمات الدولية فى هذه المناطق هو البديل لعدم مقدرة الحكومة لتقديم أبسط إحتياجات المواطن من تعليم وصحة وماء وزراعة. فى السودان هناك بعثتين للأمم المتحدة الأولى هى اليوناميس ( بعثة الأمم المتحدة فى السودان) والثانية هى اليوناميد ( بعثة الأمم المتحدة فى دارفور). حسب القرار رقم 1590 الصادر من الأمم المتحدة هو أن لا يتجاوز تعداد القوة العسكرية لقوات الأمم المتحدة اليوناميس 10000 عسكرى. لكن الواقع يقول أن تعداد هذه القوة هو 10592. فى كل يوم فى الكافتريا كنت بشوف طباط وجنود من أربعة دول أجنبية على الأقل. وعلشان عملية الحصر ما تتلخبط عليى كنت بسجل إسم الدولة فى دفتر صغير. لكن ده طبعا دى ماطريقة علمية وعملية للحصر. حسب الأرقام والحقائق الصادرة من اليوناميس فإن الدول المشاركة بقوات عسكرية هى:
الاتحاد الروسي، والأردن، وإسبانيا، وأستراليا، وإكوادور، وألمانيا، وإندونيسيا، وأوغندا، وأوكرانيا، وإيران، وباراغواي، وباكستان، والبرازيل، وبلجيكا، وبنغلاديش، وبنن، وبولندا، وبوليفيا، وبيرو، وتايلند، وتركيا، وتنزانيا، وجامايكا، والدانمرك، ورواندا، ورومانيا، وزاميبيا، وزمبابوي، والسلفادور، والسويد، وسويسرا، وسيراليون، والصين، وغواتيمالا، وغينيا، والفلبين، وفنلندا، وفيجي، وقطر، وقيرغيزستان، وكرواتيا، وكمبوديا، وكندا، وكينيا، ومصر، والمغرب، وملاوي، والمملكة المتحدة، ومنغوليا، ومولدوفا، وناميبيا، والنرويج، ونيبال، والنيجر، ونيوزيلندا، والهند، وهولندا، واليابان، واليمن، واليونان
أما بالنسبة لإنتشار قوات اليوناميد فى أقليم دارفور وتعدادها الرجاء مراجعة الخارطة أدناه فى هذا الرابط:
http://www.un.org/Depts/Cartographic/map/dpko/unamid.pdf
دى فقط الدول المشاركة بقوات عسكرية. هناك لستة قدر دى للدول المشاركة بقوات شرطة. وده فقط الوجود العسكري لليوناميس. يعنى بإختصار كده السودان بقى حقل تجارب عسكرية. وأصبح الكلام عن أمن السـودان وسلامته كلام خارم بارم ســـاي زى ما بيقولوا أهلنا فى السودان. هل فى إحتلال أجنبى للبلد أكتر من كده؟ وهل فى بيع للسودان أكتر من كده؟
الصورة لإحدى المطارات فى جنوب كردفان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق